هل طرأ في بالك يومًا أن الليمون صديق جهاز المناعة قد يكون عدوه أيضًا؟ 

في بداية جائحة كورونا وفي ظل التوصيات بضرورة تقوية جهاز المناعة، كنت أكثر من شرب الماء مع شرائح الليمون، وبعدها بأيام ظهرت على جسدي أعراض كنت أظنها الكورونا نفسها وأُصبت بالهلع، ضيق تنفس، طفح جلدي، وحكة بطريقة مرعبة، حاولت تهدئة نفسي؛ فالجهاز المناعي يضعف ويرتبك من الخوف والهلع، وحاولت التذكر ما عساه يكون السبب، هل من الممكن أن  تكون  حساسية؟ كطالبة طب لا يأتي في بالي إلا هذا التفسير المنطقي مع وجود طفح وحكة، لكن لم يدخل فمي شيء غريب ما عدا الإكثار من صديق المناعة الليمون، هل ممكن؟ فقررت البحث عن الموضوع من مصادر علمية وبطريقة مكثفة.

أولا لنعرف ما وظيفة جهاز المناعة وماهي الحساسية. 

-جهاز المناعة هو بمثابة تطبيق الحماية من الفيروسات في حواسيبنا، هو منظومة من العمليات الحيوية التي تقوم بها أعضاء وخلايا وجسيمات داخل أجسامنا  بغرض حمايتها من الأمراض والسموم والخلايا السرطانية والجسيمات الغريبة هذه المنظومة الحيوية تقوم بالتعرف على مسببات المرض، مثل الميكروبات أو الفايروسات وتقوم بتحييدها و إبادتها، يميز جهاز المناعة السليم خلايا الجسم السليمة و أنسجته الحيوية وبين الكائنات الغريبة عنه، ويقوم بذلك عن طريق تصنيع جسيمات تلتهم هذا العدو المتطفل، وبالمناسبة جهازنا المناعي ذكي جدا لو تلقى العناية الجيدة، ففي ببعض الحالات التي قد تكون وراثية أو بسبب سوء التغذية قد يكون جهازنا المناعي أخطر جهاز يهدد حياتنا، كمرض فرط النشاط المناعي مثلاً يحدث خلل في جهازنا المناعي، فيضطرب ويصبح لا يفرق بين العدو وأعضاء جسدنا الطبيعية فيقوم بمهاجمتها.  

الحساسية  : هي ردة فعل جهازنا المناعي نفسه للمواد غير المألوفة له، هي ليست عدو لكنه لا يستلطفها أو بوصف علمي أدق لا يتذكرها، وأجل يمكن القول بأن الجهاز المناعي هنا تخونه ذاكرته وحنكته فيتسم بالقليل من الغباء، مثل التحسس من حبيبات اللقاح، أو وبر الحيوانات، أو بعض المأكولات. 

هل يوجد أنواع من الحساسيات ؟ 

نعم  يوجد الكثير؛ بعضها معروف ومألوف بين الناس مثل حساسية الأنف من الأتربة وحساسية الصدر من روائح معينة، وبعضها غير مألوف وغريب نوعا ما، ويكون التحسس من عادي إلى خطير، أجل قد تقتلك الحساسية .

نأتي لحساسية الحمضيات، هي تحسس الجسم من التواصل معه بأي وسيلة قد تكون باللمس أو الأكل ومن الحمضيات الليمون البرتقال الجريب فروت، بالرغم أنها تحتوي على فيتامين س الذي يعتبر الفارس الأول لجهاز المناعة.

“وعلى الرغم من أن هذه الحالة لا تعد شائعة، إلا أنها تسبب الأعراض الشديدة. ويذكر أن مصابي حساسية العشب يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحساسية. وهذا بحسب موقع www.medicalnewstoday.com.

وتظهر أعراض حساسية الحمضيات مباشرة بعد لمس الفواكه الحمضية أو حتى عصيرها، كما أن البعض يصابون بالأعراض لمجرد استنشاق جزيئات من الحمضيات يحملها الهواء، وفي بعض الحالات، قد تظهر الأعراض بعد ذلك بساعات، وعادة ما تكون الأعراض منحصرة بالمناطق الجسدية التي تمس الحمضيات، منها اللثة واللسان والشفتين والحلق”.

ومن أعراض التحسس من الحمضيات: 

  • حكة
  • انتفاخ اللسان
  •  صعوبة التنفس

“تحدث هذه الأعراض في مدة تتراوح من دقائق إلى عدة ساعات من التعرض لمسبب الحساسية، عندما تكون الأعراض شديدة يُطلق عليها صدمة حساسية،  بينما يعتبر عدم تحمل الطعام والتسمم الغذائي حالات صحية مختلفة”.

حمد كثير طيب لله ماحدث لي لا يندرج تحت التحسس من الحمضيات ولا أعلم لماذا حصل ذلك؟ لعله يكون بسبب الإفراط في تناول الليمون، ونذكر هنا أن حالات التحسس من الحمضيات نادرة جدًا،  رزقكم الله جهاز مناعة ذكي يذود عنكم.